
في لَيْلَةٍ هادِئَةٍ، اجتمعت لَيْلَى وَأَخُوهَا سَامِي حَوْلَ أُمِّهِمْ فِي الغُرْفَةِ.
جَلَسَتِ الأمُّ فِي كُرْسِيِّهَا الْمُرِيحِ، وَابْتِسَامَتُهَا الدَّافِئَةُ مَلَأَتِ الْمَكَانَ بِالْحُبِّ وَالطُّمَأْنِينَةِ.
قَالَتِ الأمُّ: “هَلْ أَنْتُمَا جَاهِزَانِ لِسَمَاعِ حِكَايَتِنَا اللَّيْلَةَ؟”
رَدَّتْ لَيْلَى بِحَمَاسٍ: “نَعَمْ! أُحِبُّ الْحِكَايَاتِ!”أَمَّا سَامِي، فَتَمَطَّى عَلَى الْكُرْسِيِّ وَقَالَ: “لَا… لَا أُحِبُّ الْحِكَايَاتِ”.
ابْتَسَمَتِ الأمُّ وَقَالَت: “حَسَنًا يَا سَامِي… سَتَرَى، هَذِهِ الْحِكَايَةُ سَتُعْجِبُكَ حَقاً".
فَتَحَتِ الأمُّ الصُّنْدُوقَ الْقَدِيمَ بِبُطْءٍ، وَفَجْأَةً خَرَجَتْ مِنْهُ أَضْوَاءٌ صَغِيرَةٌ وَلَامِعَةٌ، وَسَمِعُوا صَوْتًا لَطِيفًا يَقُولُ: “مَنْ سَيَتَجَرَّأُ عَلَى اكْتِشَافِ عَالَمِي؟”
نَظَرَ سَامِي بِدَهْشَةٍ وَقَالَ: “وَاو… مَا هَذَا؟”
تَحَرَّكَتِ الأَشْيَاءُ فِي الْغُرْفَةِ كَمَا لَوْ كَانَت حَيَّةً: شَجَرَةٌ صَغِيرَةٌ تَتَكَلَّمُ، وَزُهُورٌ تَتَمَايَلُ، وَأَضْوَاءٌ تَلْمَعُ فِي كُلِّ مَكَانٍ.
ضَحِكَتْ لَيْلَى وَقَالَت: “هَذَا رَائِعٌ!”وَسَامِي، الَّذِي لَمْ يَكُنْ مُهْتَمًّا فِي الْبِدَايَةِ، شَعَرَ بِالْفُضُولِ، وَاقْتَرَبَ لِيَسْتَكْشِفَ الصُّنْدُوقَ مَعَ الأُمِّ.
ضَحِكُوا جَمِيعًا مَعَ كُلِّ ضَوْءٍ وَصَوْتٍ، وَكُلُّ لَحْظَةٍ كَانَتْ مَلِيئَةً بِالْمُفَاجَآتِ.
وَعِنْدَمَا انْتَهَتِ الأمُّ مِنَ الْقِرَاءَةِ، هَمَسَت لَهُم بِرِقَّةٍ: “حَانَ وَقْتُ النَّوْمِ… أَحْلَامٌ سَعِيدَةٌ يَا أَحِبَّائِي… وَمَنْ يَدْرِي، رُبَّمَا يَزُورُكُم الصُّنْدُوقُ فِي أَحْلَامِكُمْ!”.
ابْتَسَمَت لَيْلَى وَسَامِي، وَأَغْمَضَا أَعْيُنَهُمَا… وَكَانَا يَحْمِلَان مَعَهُمَا عَالَمًا جَدِيدًا مَلِيئًا بِالسِّحْرِ وَالْمُفَاجَآتِ