رواية زيــرون | تأليف: حنان مهدي

نبذة:

وُلد طارق زيرون وابنة عمه يارا في ليلة استثنائية تحت وطأة الخسوف الدموي، ليلة وُسمت منذ بدايتها بالغرابة والغموض إذ اصطف فيها القمر مع العقد القمرية، فاختلط الماضي بالمستقبل عند عقدة قدر لا مفر منها.. بدا منذ اللحظة الأولى أن ميلادهما لم يكن عابرا؛ فالنبوءة القديمة كانت تتحدث عن طفل يولد تحت ظل العقدة الشمالية، يحمل في خطاه مصيرا جديدا، وعن آخر يولد تحت وطأة العقدة الجنوبية، مرتبط بإرث قديم يتمسك بتقاليد سحرة آل زيرون.


ومنذ تلك اللحظة الأولى، تناقل الهمس في أرجاء العائلة أن ميلاد طارق ويارا مرتبط بنبوءة قديمة، نبوءة تتحدث عن طفل يولد في لحظة يتشح فيها القمر بالدم ليكون مصيره عقدة قدر، فيما ميلاد يارا حمل بدوره سرا غامضا لم يجرؤ أحد على البوح به كاملا، فكانت ولادتهما في اليوم نفسه قد فتحت بابا لمصير لا مفر منه.


تملك الخوف جدهما زياد زيرون فقرر أن يحميهما من قوى الظل التي كانت تتربص بهما في الخفاء، لقد أيقن أنهما لن يعيشا بسلام إن تركا وسط قوى الظل التي تتربص بميلادهما لاستغلال قواهما السحرية التي لا مثيل لها في القوة والدمار، فحمل الطفلين وفر هاربا إلى مرآة الظل.. لكنه حين هم بالعبور بهما معا عبر المرآة كانت تصده بصعوبة.. فأيقن بأن النبوءة قد تحققت.


دفع الجد بيارا نحو مرآة الظل فانفتحت المرآة كالماء وسُحبت بسهولة إلى الضفة الأخرى، لكنه حين حاول أن يعبر بطارق، اصطدم بالحاجز الغامض مجددا، وكأن قوى خفية انغلقت عليه ومنعته من الخروج.. لقد أيقظت تلك الشرارة قوى الظلال النائمة فانتفضوا سريعا نحو المرآة.. وحين أيقن الجد بأنه مصيره على المحك لم يجد من حل سوى الهمس بتعويذة قديمة محظورة، لكسر مقاومة المرآة وإجبارها على الانفتاح، لكن الثمن كان باهظا جدا.. لقد خسر قواه السحرية للأبد؛ ومأساته لم تنتهي هنا فقط فعند نجاحه بالعبور لم يعثر على يارا بالضفة الأخرى!