الدُّميةُ الَّتي تُحِبُّ الكُتُبَ /         تأليف: حنان مهدي


كانت سارةُ تَملِكُ دُميةً اسمُها توتةُ.


لكن توتةَ لم تَكُن مثل باقي الدُّمى.


فهي لا تُحِبُّ الرَّقصَ.


ولا تُحِبُّ الغِناءَ.


إنَّما تُحِبُّ شيئًا غريبًا: الكُتُبَ! 


في لَيلَةٍ هادِئَةٍ،بَينَما كانت سارةُ تَستَعِدُّ للنَّومِ…

سَمِعَت صَوتًا خَفيفًا يَقولُ:“سارةُ… سارةُ… هَل نَقرَأ 

قِصَّةً؟”


نَظَرَت حَولَها بِدَهشَةٍ.


فَرَأَت توتةَ تَفتَحُ عَينَيها!


وتُلوِّحُ بِيَدِها! 


قالت سارةُ وهي تَضحَكُ: “أنتِ دُميةٌ… كَيفَ تَتَكَلَّمين؟”

رَدَّت توتةُ بِصَوتٍ رقيق: “الدُّمى الَّتي تُحِبُّ القِراءةَ… تَتَكَلَّمُ

 لَيلًا فَقَط!”

أَخَذَت سارةُ كِتابًا مُصَوَّرًا.

جَلَسَت بجانِبِ توتةَ.

فَتَحَت الصَّفحَةَ الأُولى.

وقالت توتةُ:“اِقرَئي لي، أَرجوكِ!”

بَدَأَت سارةُ تَقرَأُ:

عَن أَسدٍ شُجاعٍ.


وفيلٍ لَطيفٍ.


وعُصفورٍ يُغَنِّي.


وكانَت توتةُ تُصَفِّقُ.


وتَضحَكُ مَع كُلِّ صَفحَةٍ.


وعِندَما انتَهَت القِصَّةُ…


قالت توتةُ وهيَ تَتَثاءَبُ: "الآن… أَنا سَعيدةٌ… تُصبِحينَ 

على خَيرٍ يا سارةُ".


ثمَّ أَغلَقَت عَينَيها.


وعادَت دُميةً عاديَّةً.


ابتَسَمَت سارةُ.


وعَرَفَت السِّرَّ: 


كُلُّ لَيلَةٍ، قَبلَ النَّومِ…


إذا قَرَأَت كِتابًا صَغيرًا…


فَإنَّ توتةَ سَتَستَيقِظُ مِن جَديدٍ..


ومُذ ذلِكَ اليَومِ…


لَم تَنَم سارةُ دُونَ قِصَّةٍ.


ولا دُونَ أن تَهمِسَ: "هَيَّا يا توتةُ، وَقتُ القِصَّةِ!".