كانت سارةُ تَملِكُ دُميةً اسمُها توتةُ.
لكن توتةَ لم تَكُن مثل باقي الدُّمى.
فهي لا تُحِبُّ الرَّقصَ.
ولا تُحِبُّ الغِناءَ.
إنَّما تُحِبُّ شيئًا غريبًا: الكُتُبَ!
في لَيلَةٍ هادِئَةٍ،بَينَما كانت سارةُ تَستَعِدُّ للنَّومِ…
سَمِعَت صَوتًا خَفيفًا يَقولُ:“سارةُ… سارةُ… هَل نَقرَأ
قِصَّةً؟”
نَظَرَت حَولَها بِدَهشَةٍ.
فَرَأَت توتةَ تَفتَحُ عَينَيها!
وتُلوِّحُ بِيَدِها!
قالت سارةُ وهي تَضحَكُ: “أنتِ دُميةٌ… كَيفَ تَتَكَلَّمين؟”
رَدَّت توتةُ بِصَوتٍ رقيق: “الدُّمى الَّتي تُحِبُّ القِراءةَ… تَتَكَلَّمُ
لَيلًا فَقَط!”
أَخَذَت سارةُ كِتابًا مُصَوَّرًا.
جَلَسَت بجانِبِ توتةَ.
فَتَحَت الصَّفحَةَ الأُولى.
وقالت توتةُ:“اِقرَئي لي، أَرجوكِ!”
بَدَأَت سارةُ تَقرَأُ:
عَن أَسدٍ شُجاعٍ.
وفيلٍ لَطيفٍ.
وعُصفورٍ يُغَنِّي.
وكانَت توتةُ تُصَفِّقُ.
وتَضحَكُ مَع كُلِّ صَفحَةٍ.
وعِندَما انتَهَت القِصَّةُ…
قالت توتةُ وهيَ تَتَثاءَبُ: "الآن… أَنا سَعيدةٌ… تُصبِحينَ
على خَيرٍ يا سارةُ".
ثمَّ أَغلَقَت عَينَيها.
وعادَت دُميةً عاديَّةً.
ابتَسَمَت سارةُ.
وعَرَفَت السِّرَّ:
كُلُّ لَيلَةٍ، قَبلَ النَّومِ…
إذا قَرَأَت كِتابًا صَغيرًا…
فَإنَّ توتةَ سَتَستَيقِظُ مِن جَديدٍ..
ومُذ ذلِكَ اليَومِ…
لَم تَنَم سارةُ دُونَ قِصَّةٍ.
ولا دُونَ أن تَهمِسَ: "هَيَّا يا توتةُ، وَقتُ القِصَّةِ!".